منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
فحوصات الزواج خطوة استباقية وهامة لبناء أسرة سليمة، فهي تساعد المقبلين على الزواج في الكشف المبكر عن العديد من الحالات الصحية المحتملة، مثل الأمراض الوراثية والمعدية، واضطرابات الدم.
تهدف هذه الفحوصات إلى توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الزواج والتخطيط للإنجاب، وتقليل المخاطر الصحية المحتملة على الزوجين والأبناء.
تحميل المقالةفحوصات ما قبل الزواج هي مجموعة من التحاليل المخبرية التي يخضع لها الطرفان المقبلان على الزواج، وذلك للتأكد من خلوهما من أي أمراض أو عوامل وراثية قد تؤثر على صحتهما أو على صحة الأبناء في المستقبل. تشمل هذه الفحوصات الأمراض المعدية، والأمراض المنقولة بالدم، والاضطرابات الجينية، خاصةً في حالات زواج الأقارب حيث تزداد احتمالية انتقال العيوب الجينية.
تساعد هذه الفحوصات في الكشف عن الحالات غير الطبيعية التي قد تقلل من فرص الحمل والإنجاب، مما يتيح معالجتها في أقرب وقت ممكن وتجنب الصدمات النفسية والعاطفية.
تكمن أهمية فحوصات الزواج في تجنب المخاطر والتبعات المحتملة على الجنين أو على قدرة أحد الزوجين على الإنجاب. الزواج يجب أن يقوم على الصراحة والثقة، وبعض التحاليل تتطلب موافقة مسبقة من الطرفين، لذلك يجب شرح الأمر بوضوح عند حضورهما معًا.
إذا رغب كل طرف في الاحتفاظ بنتائج تحاليله وعدم إطلاع الطرف الآخر عليها، فلا يجب إفشاء أسراره، مع إعلامه بتبعات تلك الفحوصات وما إذا كان هناك خطر أو مانع من إتمام الزواج. تساعد الفحوصات في التحقق من الحالة الصحية العامة للزوجين، والكشف عن العوامل التي تزيد من خطر إصابة الأبناء باضطرابات وراثية، والكشف عن الأمراض المعدية التي قد تنتقل بين الزوجين أو إلى الأبناء.
هناك عدة أسباب تدعو لإجراء فحوصات ما قبل الزواج، منها تقدم سن الزوجة (أكثر من 35 عامًا) حيث تزداد نسبة تسمم الحمل ووفيات الأطفال والولادات القيصرية، وكذلك نسبة الأطفال المولودين بخلل في الكروموسومات. كما أن الأمراض التي قد تعاني منها الزوجة، مثل السكري وأمراض القلب، تتطلب استقرارًا قبل الحمل لتجنب التشوهات.
تشمل الدواعي أيضًا الكشف عن أمراض أخرى مثل فرط الدرقية والصرع، والتأكد من نوع الدم (فصائل الدم السالبة) عند الزوجة، والكشف عن أمراض المناعة أو الفيروسات أو أمراض الجهاز التناسلي. كما يتم تقديم النصائح المتعلقة بالنظام الغذائي والإقلاع عن التدخين، وتقييم التاريخ العائلي للأمراض الوراثية.
يُنصح المقبلون على الزواج بالخضوع للفحوصات المخبرية فور التخطيط للزواج لتجنب الإحباط في حال كانت النتائج غير مرضية. لا توجد شروط خاصة لإجراء الفحص، ويمكن إجراؤه عند الذهاب إلى المختبر. تعتمد مدة الفحص على عدد الفحوصات ونوعها، ثم يتم تسليم شهادة الفحص.
تختلف أنواع فحص الزواج من بلد إلى آخر، تبعًا للأمراض المنتشرة في تلك البلاد. بشكل عام، تتضمن تحاليل ما قبل الزواج التقييم الصحي العام (الوزن، الطول، ضغط الدم، وظائف التنفس والقلب والأوعية الدموية، فحص الثدي والبطن)، وفحوصات الدم للكشف عن فصيلة الدم، وتركيز خلايا الدم، ووظيفة المناعة، والأمراض الكامنة (السكري، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الغدة الدرقية)، والأمراض الوراثية.
تشمل الفحوصات أيضًا فحص أمراض النساء لتقييم صحة الجهاز التناسلي للمرأة، وفحص الأمراض المنقولة جنسيًا (الإيدز، التهاب الكبد B و C)، واختبار الخصوبة لتجنب الصدمة النفسية، واختبار الحالات الطبية الجينية أو المزمنة الشائعة في المجتمع.
تختلف الفحوصات الإلزامية قبل الزواج بين الدول العربية بناءً على انتشار الأمراض الوراثية والسياسات الصحية المتبعة. في السعودية، تشمل الفحوصات اعتلالات الهيموجلوبين (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا)، والتهاب الكبد الوبائي B و C، وفيروس الإيدز، والزهري. وفي الإمارات، تشمل الفحوصات اعتلالات الهيموجلوبين، والتهاب الكبد الوبائي B و C، والزهري، وفيروس الإيدز، واختلافات الهيموجلوبين ج، د، ي. أما في الأردن، فيتم فحص الثلاسيميا.