منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
يُعدّ رهاب المدرسة، أو الخوف المرضي من الذهاب إليها، من المشكلات الشائعة التي تواجه الأطفال، خاصةً في المراحل الابتدائية والإعدادية. يؤثر هذا الرهاب على حوالي 5% من الطلاب، ويتسبب في قلق وتوتر شديدين لديهم ولأسرهم.
يُعرَّف رهاب المدرسة بأنه خوف غير مبرر وشديد من الذهاب إلى المدرسة، حتى وإن لم يكن هناك خطر حقيقي. يُعرف أيضاً بتجنب المدرسة أو رفض الذهاب إليها.
تحميل المقالةتتنوع أعراض رهاب المدرسة، وقد تظهر بشكل جسدي أو نفسي. تشمل الأعراض النفسية البكاء، والرغبة في البقاء في المنزل، ونوبات الهلع المصحوبة بتعرق شديد، وتسارع دقات القلب، ودوخة، وغثيان، وقيء، وإسهال، أو كثرة التبول، أو رعشة.
أما الأعراض الجسدية، فقد تظهر على شكل دوار، وصداع، وألم في البطن، وتتميز هذه الأعراض بأنها تتحسن وتختفي حين يُسمح للطفل بالبقاء في المنزل، وتعود للظهور في صباح اليوم التالي قبل الذهاب إلى المدرسة.
قد يتجنب الطفل مواقف معينة في المدرسة، مثل الخضوع لاختبار، أو يرفض تغيير ملابسه للذهاب إلى المدرسة. هذه الأشكال المختلفة تصنف حالياً كاضطراب القلق المرتبط بمشكلة نفسية تسمى قلق الانفصال عند الأطفال.
لتحديد الخطة المناسبة لمساعدة الطفل على التغلب على رفضه للمدرسة، يجب تحديد السبب وراء ذلك الرفض. حدد مركز الدراسات المتعلقة بالأطفال في جامعة نيويورك (NYU Child Study Center) أسباب خوف الطفل من المدرسة، وتشمل:
التعامل الصحيح مع الطفل أمر بالغ الأهمية لتجنب تعزيز هذا السلوك. تعزيز السلوك لا يقتصر على إعطاء الطفل الهدايا أو الجوائز، بل يشمل أيضاً حصول الطفل على ما يريده من تجنب للمواقف التي تسبب له الضيق.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل يكره الحافلة، فإن نوبات الغضب قد تؤدي إما لعدم اللحاق بالحافلة أو البقاء في المنزل. كلا النتيجتين تعدان تعزيزا سلبياً لهذا السلوك، حيث يحصل الطفل على ما يريد، وهو عدم ركوب حافلة المدرسة، عبر إظهار غضبه.
يصيب رهاب المدرسة الذكور والإناث على حد سواء، ويزداد عدد الطلاب الذين يعانون من فوبيا المدرسة في عمر الـ 5-7 سنوات (4.5%) وعمر الـ 11-14 سنة (1.3%). هذه المراحل العمرية يرافقها الدخول للمدرسة لبداية المرحلة الابتدائية أو الانتقال إلى المرحلة المتوسطة، وكلاهما حدثان مثيران لتوتر الطالب وتحفزان ظهور أعراض رهاب المدرسة.
يصنف الأخصائيون رهاب الأطفال من الذهاب إلى المدرسة حسب المرحلة العمرية:
غالباً ما تتطور مشكلة فوبيا المدرسة بعد بقاء الطفل لفترة في المنزل بعيداً عن المدرسة، مثل التغيب عن المدرسة بسبب العطلة الصيفية، أو بسبب إجازة مرضية. يترافق رهاب المدرسة حين يظهر بشكل مفاجئ مع حدوث ظرف عائلي حاد مثل طلاق الأبوين، أو وفاة أحد المقربين، أو مرض أحد الأبوين، أو تعرضهم لحادث شديد، وقد يكون بسبب الانتقال إلى مدرسة جديدة.
الأطفال الأكثر احتمالية للإصابة بمشكلة خوف الأطفال من المدرسة هم الذين يتشاركون مجموعة من الصفات المميزة لهم، تشمل:
قلق الانفصال يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى خوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وهو خوفه من الانفصال عن البيت، بشكل عام، وعن أولياء أمره بشكل خاص. 75% من الأطفال الذين يعانون من رهاب المدرسة كانوا يعانون من قلق الإنفصال في مراحلهم العمرية السابقة.
تتمثل خطوات علاج رهاب المدرسة في العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالدعم التعليمي، والعلاج الدوائي. قد يرافقها الدعم النفسي للطفل والأبوين. هذا النوع من الخوف قابل للعلاج والشفاء بسهولة إذا ما تم التعامل معه باهتمام ومهنية عالية، وعكس ذلك يؤدي الى معاناة الطفل من الاكتئاب مستقبلاً.
ينصح بعدم الخضوع لرغبة الطفل والسماح له بالبقاء في البيت (لكن دون استعمال الشدة والقساوة)، وإذا لزم الأمر من الممكن مرافقة الطفل الى المدرسة، وحتى البقاء معه لمدة معينة وتدريجياً تقليل ساعات البقاء معه. هذه الطريقة تسمى العلاج بأسلوب التعرض وإزالة الحساسية.
دور المدرسة يتمثل بتوفير بيئة مدرسية آمنة تشعر الطفل بالأمان وتشجعه على القدوم إلى المدرسة. أيضاً يكون دور المعلم فعالاً في تحديد سبب خوف الطالب من المدرسة. يجب أن ترفض المدرسة أي شكل من أشكال العنف بين الطلاب أو من قِبل الكادر التدريسي، سواء كان عنف لفظي أو جسدي أو حتى السخرية والاستهزاء.
يمكن للأبوين اتباع العديد من الخطوات، لمعالجة مشكلة خوف الأطفال من المدرسة، مثل الاستماع إلى مخاوف الطفل الفعلية، وتشجيعه على الذهاب إلى المدرسة بشكل منتظم، وعدم إطالة فترة وداع الطفل، واستشارة المرشد التربوي في المدرسة.