منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
الوخز بالإبر، وهو ممارسة تقليدية في الطب الصيني، يكتسب اهتمامًا متزايدًا لفوائده المحتملة في تحسين الصحة العقلية والبدنية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الوخز بالإبر قد يكون له تأثير إيجابي على الذاكرة وتقليل مستويات التوتر والقلق. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام هذه التقنية القديمة في تعزيز الأداء المعرفي والرفاهية النفسية.
تحميل المقالةأظهرت دراسة حديثة أجريت على مجموعة من الطلاب أن الوخز بالإبر يمكن أن يحسن الذاكرة والأداء في الاختبارات، بالإضافة إلى تقليل القلق والتوتر. شملت الدراسة 90 طالبًا، حيث تلقى نصفهم علاجًا بالوخز بالإبر الحقيقي، بينما تلقى النصف الآخر علاجًا وهميًا. بعد ذلك، خضع جميع الطلاب لاختبار محوسب لتقييم الذاكرة العاملة.
الذاكرة العاملة تلعب دورًا حاسمًا في العديد من المهارات المعرفية، مثل القراءة الاستيعابية، والحساب، وأخذ الملاحظات، والاستيعاب اللغوي، وتعلم النطق، وتعلم لغات الحاسوب، واتباع الإرشادات، والقدرات النطقية. لذلك، تعتبر الذاكرة العاملة مؤشرًا جيدًا للكفاءة العقلية الشاملة.
تقوم اختبارات الذاكرة العاملة بتقييم قدرة الأفراد على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة أثناء القيام بمهام أخرى. أظهرت النتائج أن الطلاب الذين خضعوا للوخز بالإبر حصلوا على درجات أعلى بنسبة 9.5% في مقاييس حفظ المعلومات في الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، ارتكب هؤلاء الطلاب أخطاء أقل بنسبة 36% أثناء تنفيذ المهام المتزامنة.
تشير هذه النتائج إلى أن الوخز بالإبر قد يكون له تأثير إيجابي على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات والاحتفاظ بها، مما يؤدي إلى تحسين الأداء في المهام المعرفية المختلفة.
لتقييم تأثير الوخز بالإبر على التوتر والقلق، تم تطبيق استبيان التوتر على الطلاب قبل وبعد الخضوع للعلاج. أظهرت النتائج أن الطلاب الذين خضعوا لعلاج الوخز بالإبر سجلوا درجات أقل في التوتر والقلق مقارنة بالطلاب الذين لم يحصلوا على العلاج.
يشير هذا إلى أن الوخز بالإبر قد يكون له تأثير مهدئ ومريح، مما يساعد على تقليل مستويات التوتر والقلق. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للطلاب الذين يعانون من القلق قبل الاختبارات أو في المواقف المجهدة الأخرى.
أكد الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر أن علاج الوخز بالإبر وحده يمكن أن يحسن الأداء العقلي للأفراد الأصحاء. تشير هذه النتائج إلى أن الوخز بالإبر قد يكون له فوائد تتجاوز علاج الأمراض والحالات الطبية، ويمكن استخدامه لتعزيز القدرات المعرفية وتحسين الأداء العقلي بشكل عام.
على الرغم من أن الآلية الدقيقة التي يعمل بها الوخز بالإبر لتحسين الذاكرة وتقليل التوتر لا تزال قيد الدراسة، إلا أن هناك عدة نظريات محتملة. تشير إحدى النظريات إلى أن الوخز بالإبر يحفز إطلاق مواد كيميائية في الدماغ، مثل الإندورفين والسيروتونين، التي لها تأثيرات مهدئة ومضادة للألم. بالإضافة إلى ذلك، قد يحسن الوخز بالإبر تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز وظائف الدماغ المختلفة، بما في ذلك الذاكرة والتركيز.