منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
الورم الأرومي الشبكي، المعروف أيضًا باسم ورم شبكية العين، هو شكل من أشكال السرطان يؤثر بشكل أساسي على الأنسجة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. ويحدث هذا نتيجة لحدوث طفرة جينية.
ربما يعاني الطفل من حدقة بيضاء أو حول في العين، أو يواجه بعض الصعوبات في الرؤية بين الحين والآخر.
تكون القدرة على تشخيص الورم الأرومي الشبكي في العين عادةً من خلال فحص العين باستخدام جهاز خاص، خصوصًا عندما يكون الطفل تحت تأثير التخدير.
يمكن أن تتضمن العلاجات الجراحية والعلاجات الكيميائية وفي بعض حالات العلاجات الإشعاعية.
تشكل الأورام الأرومية الشبكية نحو 2% من حالات السرطان في فترة الطفولة، وتطلق عادةً قبل بلوغ الطفل عمر سنتين. وتحدث في كل من العينين في وقت واحد في حوالي ربع الحالات التي تصيب الأطفال.
هذا النوع من السرطان ينجم عن طفرة جينية محددة تؤثر على عملية تكوين العين، وقد يورث الطفل الطفرة من أحد الوالدين في بعض الحالات، أو تنتقل الطفرة تلقائياً في مراحل مبكرة جداً من تكوين الجنين في حالات أخرى.
في حال كانت الطفرة وراثية، يُمكن للأبناء الذين يعانون من الطفرة توريثها إلى أبنائهم، حيث تكون هناك احتمالية بنسبة 50% في نقل الطفرة إن كان لدى أحد الوالدين الطفرة. وفي حال انتقال الطفرة، يُتوقع أن يُصاب معظم الأفراد بالأورام الأرومية الشبكية. هذه الأورام الورمية الشبكية وراثية بشكل عام عند جميع الأطفال المصابين بالسرطان في العينين معًا، وعند 15% من الأطفال المصابين بسرطان في عين واحدة.
وأحيانًا أخرى، يحدث الطفرة فقط في مرحلة متأخرة من تطور الجنين ويؤثر هذا بصورة خاصة على خلايا العين، وفي هذه السياقات، يكون من المستحيل نقل الطفرة إلى الأجيال القادمة.
عادةً لا ينتقل الورمُ الأرومي الشبكي إلى أبعد من العين، ولكن يمكن حدوث انتشار في بعض الحالات إلى الدماغ عن طريق العصب البصري. وفي حالات نادرة، قد يحدث انتشار للورم إلى مناطق أخرى مثل نقِي العِظام.
قد تظهر الأعراض المصاحبة للوَرَم الأَرومي الشَبَكِي حالات من حدقة بيضاء (تبييض الحدقة) أو تظهر حول العينين (الحول). الأورام البُرومية الشبكية الكبيرة من الممكن أن تؤثر على الرؤية، وعادةً ما تسبب عدد قليل من الأعراض الأخرى، وفي حال انتشار السرطان، قد تتضمن الأعراض الصداع، فقدان الشهية، والقيء.
فحص العين بواسطة جهاز خاص أثناء إجراء التخدير للطفل تخطيط العيون بالصدى أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي التفريسة العظمية واختبار العِظام النقي والبزل القطني يُجرى في بعض الحالات في حال شُكَّ الطبيب بالاشتباه في وجود ورم أرومي شبكي، يُعطى الطفل جرعة من مُخدِّر عام تجعله يخسر وعيه، ويجري فحص للعينين بشكل مشترك، ويستخدم إضاءة وعدسة خاصة (تنظير العين غير المباشر) لفحص الشبكية عن طريق العدسة والقزحية. يكون إعطاء التخدير العام ضروريًا؛ نظرًا لأن الأطفال الصغار قد لا يكونون قادرين على التعاون خلال الفحص الدقيق الذي يحتاج إلى وقت لتحديد وجود ورم أرومي شبكي. كذلك، يمكن تشخيص السرطان عبر تقنيات مثل تخطيط الصدى للعينين، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي. تساعد هذه الفحوصات أيضًا في تحديد انتشار الورم السرطاني إلى الدماغ. قد يُجري الأطباء إجراء بزل القطن كجزء من التشخيص للبحث عن الخلايا السرطانية في عينة من السائل النخاعي؛ ويُعتبر اكتشاف الخلايا السرطانية في هذا السائل دليلاً إضافيًا على انتشار السرطان إلى الدماغ. نظرًا لإمكانية انتشار السرطان إلى العظام أو نقي العظام، يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى إجراء فحص بتقنية تفريسة العظام واستخراج عينة من نقم العظام لإجراء فحص دقيق لها. "يستحسن على الأفراد الصغار المصابين بورم العصب الشبكي أن يستشيروا أخصائي الوراثة ويجروا اختبارات جينية؛ ومن ثم يمكن للأخصائي تقديم الإرشادات للوالدين حول احتمال تعرض أفراد العائلة الآخرين للمخاطر وضرورة إجراء اختبارات إضافية؛ في حال كان لدى الأطفال جين الورم الليفي العصبي الشبكي الوراثي، من العادة اختبار الوالدين والإخوة والأخوات حول الجين الطافر. ينبغي على الأشقاء المحملين بالجين الطافر خضع لفحوصات عينية للكشف عن الورم الليفي العصبي الشبكي كل 4 أشهر حتى بلوغهم سن الأربع سنوات. في حالة عدم توفر اختبارات الجينات، يجب على كل الأطفال الذين يمتلك والدان أو أخ أو أخت يعانون من ورم الليفي العصبي الشبكي، أن يجروا إجراءات فحص للعين ابتداءً من الولادة مع استمرارها حتى سن الأربع سنوات؛ وحتى البالغين في عائلة الطفل المصاب بورم العصب الشبكي يجب أن يجروا فحوصات العين، على الرغم من عدم تعرضهم لورم العصب الشبكي، وإنما لاحتمال تطور ورم غير سرطاني في العين يسمى "ورم شبكي حبيبي".
بدون علاج، يمكن لمعظم الأطفال المصابين بورم أرومي شبكي أن يظهر نموهم في غضون عامين. ومع تلقي العلاج، يمكن لأكثر من 90٪ من الأطفال الذين لم ينتشر الورم خارج شبكية العين أن يتعافوا. ومن المتوقع أن يكون التوقعات سيئة للأطفال الذين انتشر الورم لديهم. الأطفال الذين يحملون الوراثة الأرومية الشبكية يواجهون زيادة في احتمالية الإصابة بأمراض سرطانية ثانوية مثل ساركوما النسيج الرخو والميلانوما وسرطان العظام. وتحدث نسبة تقارب نصف حالات الإصابة بأمراض السرطان الثانوية في المنطقة المعرضة للعلاج الإشعاعي. ويحدث السرطان الثاني في حوالي 70% من الحالات خلال فترة لا تتجاوز 30 عامًا من تشخيص الورم الأرومي الشبكي.
الاستئصال الجراحي للعين المُعالجة الكِيميائيَّة العلاج الإشعاعي، والعلاج بالليزر، والعلاج بالتبريد. في الحالات التي تُعاني فيها عين واحدة من ضعف أو فقدان الرؤية، يلجأ الأطباء عادةً إلى إجراء استئصال للمقلة العينية بالكامل وجزء من العصب البصري. ومع ذلك، عندما ينشأ السرطان في العينين، يسعى الأطباء إلى المحافظة على جزء من الرؤية من خلال استخدام العلاج لمكافحة الورم دون إزالة كلا العينين، مع العلم أنه في بعض الحالات يتم إزالة العين المتأثرة بشكل شديد. تشمل خيارات العلاج استخدام العلاج الكيميائي المباشر عبر وريد رئيسي يغذي العين بالدم (العلاج الكيميائي الشرياني)، أو العلاج بالإشعاع، أو الليزر، أو البرد، أو استخدام رقع تحوي مواد مشعة. قد تساعد مجموعات من أدوية العلاج الكيميائي التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الوريد، مثل كاربوبلاتين وإيتوبوسيد وفينكريستين وسيكلوفوسفاميد مع فينكريستين، في تقليل أورام العين الكبيرة بشكل متزامن، أو علاج السرطان الذي انتشر خارج العين، أو إدارة السرطان الذي يتكرر بعد العلاج الأولي. تشمل التداعيات المحتملة للعلاج الإشعاعي للعين عواقب وخيمة مثل إعتام عدسة العين، وانخفاض الرؤية، وجفاف العين المزمن، وضمور الأنسجة المحيطة بالعيون، واحتمال عدم نمو عظام الوجه بشكل سليم، مما يؤدي إلى تشوه المظهر. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر متزايد للإصابة بسرطانات ثانوية في المنطقة المشعة. بعد العلاج، يتوجب على طبيب أخصائي في علاج السرطان للأطفال وطبيب العيون استمرار متابعة الطفل نظراً لاحتمالية التعرض لسرطان آخر.