منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
طوال النهار، نستخدم إبصارنا للتعرف على الأشياء والتمييز بين الألوان. ومع ذلك، قد تكون قدرتك على رؤية بعض الألوان محدودة دون أن تشعر بذلك. اختبار عمى الألوان هو وسيلة بسيطة لاختبار هذه القدرة والتأكد من عدم وجود مشاكل.
عمى الألوان هو حالة تؤثر على قدرة الشخص على التمييز بين بعض الألوان. وهو ليس "عمى" بالمعنى الحرفي، حيث إن معظم الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان يستطيعون رؤية الألوان، ولكنهم يواجهون صعوبة في التمييز بين ألوان معينة. نادرًا ما يفقد الشخص قدرته على رؤية اللون (وهذا ما يسمى أحادية اللون). الكثير من الناس يعتقدون أن اللونين الأسود والأبيض فقط هما اللذان يراهما الشخص المصاب بعمى الألوان. هذه فكرة خاطئة. هناك أنواع ومستويات عديدة من عمى الألوان.ووفقًا للإحصائيات فإن انتشار عمى الألوان يبلغ 8٪ بين الرجال و0.5٪ فقط بين النساء.
يهدف الاختبار إلى تقييم قدرة الشخص على إدراك الألوان والتمييز بينها. النوع الأكثر شيوعًا من عمى الألوان هو عمى الأحمر والأخضر، حيث يواجه الشخص صعوبة في التمييز بين درجات اللونين الأحمر والأخضر. هناك أنواع أخرى، مثل عمى الأزرق والأصفر والعمى الكامل للألوان (Achromatopsia).
يُعد اختبار إشیهارا (Ishihara Color Test) واحدًا من أشهر اختبارات عمى الألوان، وقد صممه الدكتور شينوبو إشیهارا. في هذا الاختبار، يتم استخدام سلسلة من الألواح (plates) تحتوي كل منها على دائرة مكونة من نقاط ملونة. داخل هذه النقاط، يتم إخفاء أرقام أو أشكال بلون مختلف يصعب تمييزه بالنسبة للمصابين بعمى الألوان.
تحديد الأرقام أو الأشكال:تُعرض الألواح التي تحتوي على نقاط ملونة مرتبة لتشكيل أشكال أو أرقام.
القصور في رؤية الألوان:الشخص المصاب بعمى الألوان قد يواجه صعوبة في رؤية أو تحديد الأرقام أو الأشكال المخفية،
بسبب التشابه في اللون بين الخلفية والشكل المضمن.
التشخيص:استنادًا إلى استجابات الشخص وقدرته على التعرف على الأرقام أو الأشكال، يمكن للاختبار أن يقدم معلومات عن
نوع وشدة ضعف رؤية الألوان.
تعتبر اختبارات عمى الألوان، بما في ذلك اختبار إشیهارا، أدوات فحص أولية وليست أدوات تشخيصية. إذا أظهرت النتائج وجود مشكلة في رؤية الألوان، يُوصى بمراجعة اختصاصي رعاية العيون لإجراء تقييم أكثر شمولية.
هناك بعض المهن التي تتطلب اجتياز اختبار رؤية الألوان كشرط أساسي للعمل أو الحصول على ترخيص، خاصةً في الوظائف التي تتطلب دقة كبيرة في التمييز بين الألوان.
المهن التي تعتمد على اختبارات عمى الالوان:
الطيارون ومراقبو الطيران:
في مجال الطيران، يعتبر اجتياز اختبار عمى الالوان ضروريًا للتأكد من قدرة العاملين على التمييز بين أضواء الطيران، الإشارات، والمعلومات الهامة بدقة.
الفنيون الكهربائيون:
يحتاج الكهربائيون إلى التعرف على الأسلاك المشفرة بالألوان. لضمان السلامة أثناء العمل، يجب أن يجتازوا اختبار رؤية الألوان.
المجال الطبي:
بعض العاملين في القطاع الطبي، مثل الأطباء والفنيين، قد يحتاجون لاجتياز اختبار عمى الالوان، خاصةً عند أداء مهام حيوية مثل تفسير نتائج الفحوصات أو تشخيص الحالات التي تعتمد على التمييز بين الألوان.
التصميم الجرافيكي:
في المهن المتعلقة باستخدام الألوان، مثل التصميم الجرافيكي، يجب أن يكون المصمم قادرًا على اختيار الألوان الصحيحة لتحسين جودة ودقة الأعمال الإبداعية التي يقدمها.
أهمية هذه الاختبارات
تُعتبر هذه الاختبارات ضرورية لضمان سلامة العمل، تحسين الجودة، والقدرة على أداء المهام بكفاءة في المهن التي تعتمد بشكل كبير على دقة التمييز بين الألوان.