منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
فقر الدم عند الأطفال حديثي الولادة
في فقر الدم، يقل عدد كريّات الدم الحمراء في الدم بصورة ملحوظة.
قد يحدث هذا الاضطراب عندما تتفكك خلايا الدم الحمراء بسرعة، مما تسبب في فقدان الفرد المصاب كمية كبيرة من الدم أو عندما يفشل نخاع العظم في إنتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء.
إذا تكسرت خلايا الدم الحمراء بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى فقر الدم وزيادة مستويات البيليروبين (صبغة صفراء تنتج أثناء التحلل الطبيعي لخلايا الدم الحمراء)، مما قد يؤدي إلى اليرقان في جلد المواليد الجدد وظهور بياض عيونهم باللون الأصفر.
في حالة حدوث فقدان للدم بشكل خفيف أو تدريجي، قد تكون حالة الطفل حديث الولادة طبيعية، ولكن مع لون شاحب.
قد يشمل العلاج إعطاء السوائل عن طريق الوريد، يليه نقل الدم أو استبدال الدم.
تحتوي هذه الخلايا على الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يعطي الدم لونه الأحمر ويمكنه من حمل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم. تستخدم الخلايا الأكسجين للمساعدة في إنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم من الغذاء، بينما يتم إنتاج ثاني أكسيد الكربون كمنتج فضلات. تحمل خلايا الدم الحمراء ثاني أكسيد الكربون بعيدًا عن الأنسجة وتعيده إلى الرئتين. في حالة انخفاض عدد كريات الدم الحمراء بشكل كبير، ينقص الدم من الأكسجين وبالتالي يحدث شعور بالإرهاق والضعف
يحتوي النقي العظمي على خلايا متخصصة تقوم بإنتاج كريات الدم. وعادةً ما ينتج النقي العظمي كميات ضئيلة جداً من كريات الدم الحمراء الجديدة بين الولادة والأسبوع الثالث أو الرابع من العمر، وهذا يسبب انخفاضا بطيئا في عدد كريات الدم الحمراء (والمعروف باسم فقر الدم الفيسيولوجي) خلال الشهرين الأولين حتى الثالثة من العمر.
تعاني الاطفال المبتسرين من نقص حاد في عدد كريات الدم الحمراء، ويُشار إليها بمصطلح “فقر الدم لدى الرضع المبتسرين”.
ينتشر نقص الدم بين الأطفال الرُضع الذين كان عمرهم لدى الولادة (أي الفترة الزمنية التي قضوها الجنين في رحم الأم منذ تخصيب البويضة) يقل عن 32 أسبوعا، وبين الرُضع الذين قضوا فترات طويلة في المستشفى
تحميل المقالة• عندما يحدث تفكك سريع لخلايا الدم الحمراء (والذي يُعرف باسم انحلال خلايا الدم الحمراء hemolysis). • عند جمع كميات كبيرة من عينات الدم من الوريد لإجراء الاختبارات اللازمة. • عند حدوث فقدان كبير لكمية الدم خلال عملية الولادة. • عندما تفشل الخلايا العظمية في إنتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الجديدة. يمكن تنفيذ أكثر من عملية واحدة من هذه العمليات بالتزامن. • التفكك السريع لخلايا الدم الحمراء، المعروف أيضًا باسم انحلال الدم. حدوث انحلال شديد لكريات الدم الحمراء يؤدي إلى نقص في عددها وزيادة في مستوى البيليروبين في الدم، مما ينتج عن ذلك فرط بيليروبين الدم. كما هو معروف، تتعرض كريات الدم الحمراء للتدمير بسرعة في حال وجود خلل وراثي في بنيتها. يمثل الإصابة بكميات زائدة من كريات الدم الحمراء الكروية الوراثية، المعروفة باسم hereditary spherocytosis، مثالًا على هذا النوع من الأمراض، حيث تكون شكلها على شكل كرويات صغيرة عند فحصها بالمجهر. وهناك حالة أخرى يُمكن أن تحدث للأطفال الرضع الذين يفتقرون إلى الإنزيم G6PD. بالنسبة لهذه الفئة من الأطفال الرضع، قد يؤدي تعرض الأم وجنينها لبعض الأدوية المحددة التي يُستخدمها خلال فترة الحمل (مثل أصباغ الأنيلين والسلفا والعديد من الأدوية الأخرى) إلى تسريع تحلل خلايا الدم الحمراء. يمكن أيضًا أن يتسبب الاضطراب الهيموجلوبيني في تحول الدّم. تشير إلى اضطرابات وراثية تؤثر على بنية الهيموجلوبين أو إنتاجه، والهيموجلوبين عبارة عن بروتين موجود في داخل كريات الدّم الحمراء يعمل على نقل الأكسجين من الرئتين وتوصيله إلى جميع أجزاء الجسم. الثلاسيميَّة تمثل نموذجًا للاعتلال الهيموغلوبيني.
من الأسباب الإضافية لفقر الدم فقدان الدم، والذي يمكن أن يحدث عند الأطفال حديثي الولادة من خلال آليات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث فقدان الدم إذا كانت هناك حركة كبيرة لدم الجنين عبر المشيمة (العضو الذي يربط الجنين بالرحم ويغديه) إلى الدورة الدموية الأمومية (المعروفة باسم نقل الدم من الأم إلى الجنين). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث فقدان الدم أيضًا إذا تجمعت كمية كبيرة من الدم في المشيمة أثناء الولادة، وهو ما قد يحدث عندما يظل المولود على بطن الأم لفترة طويلة قبل ربط الحبل السري. إمكانية حدوث الانتقال من توأم إلى توأم تؤدي إلى تدفق الدم بين الجنينين وقد ينجم عن ذلك فقر الدم لدى أحد التوائم وارتفاع نسبة كريات الدم الحمراء (polycythemia) لدى التوأم الآخر. يمكن أن يحدث انفصال المشيمة (placental abruption) أو انزياحها (placenta previa) قبل الولادة، مما يؤدي إلى فقدان الدم لدي الجنين. قد يحدث فقدان الدم أثناء تنفيذ الطبيب لإجراءات باضعة محدَّدة على الجنين من أجل التحقُّق من وجود تشوهات جينيَّة أو أحاديَّة. تَلك الإجراءات الباضعة تشتملُ على تقنيات تشمل الدخول بواسطة أداة في جسم الأم، وتشمل الوليدات الأمنيه "amniocentesis" والوليدات المشيميَّه "chorionic villus sampling" وأخذ عيِّنة من دم حبل السُّرى. قد يحدث فقدان الدم لدى الأطفال حديثي الولادة أثناء الولادة، على سبيل المثال، قد يؤدي تمزق الكبد أو الطحال أثناء الولادة إلى نزيف داخلي. في حالات نادرة، قد يحدث نزيف تحت فروة رأس المولود عند استخدام الملقط أو جهاز الشفط أثناء الولادة. ويحدث فقدان الدم أيضًا لدى الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من نقص فيتامين K. يعمل فيتامين K كعامل يساعد الجسم على تكوين جلطات الدم ويساهم في تنظيم النزيف. يمكن أن يؤدي نقص فيتامين K إلى مرض النزف (Hemorrhagic Disease) عند الأطفال حديثي الولادة، والذي يتسم بميلاً نحو النزيف. تكون مستويات فيتامين K منخفضة عادةً عند ولادة الأطفال الجدد؛ ومن أجل التقليل من حدوث النزيف، يتم إعطاء الأطفال حديثي الولادة حقنة فيتامين K بشكل روتيني عند الولادة. يمكن أن يحدث نزيف داخلي يؤدي إلى فقر الدم لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب نزف وراثي شديد مثل النَّاعُور، خاصةً خلال الولادة المعقدة. استنادًا إلى الملاحظات، قد يُؤدي نزيف الدم المتكرر من حديثي الولادة إلى تطور فقر الدم.
قبل الولادة، من الممكن أن يعاني نِقي العظم من عدم القدرة على إنتاج الكمية الكافية من كريات الدم الحمراء الجديدة، مما ينتج عنه نقصاً في إنتاج هذه الخلايا ويتسبب في فقر الدم الشديد. أمثلة على هذا النقص في إنتاج كريات الدم الحمراء ترتبط بمشاكل جينية نادرة، مثل متلازمة فانكوني وفقر الدم بداء دايموند-بلاكفان. بعد الولادة، قد تؤدي أنواع معينة من العدوى (مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا والزهري وفيروس نقص المناعة البشرية) إلى إعاقة نخاع العظم عن إنتاج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء. علاوةً على ذلك، قد يعاني الأطفال حديثي الولادة، في حالات نادرة، من نقص في عناصر غذائية معينة مثل الحديد وحمض الفوليك (حمض الفوليك) وفيتامين E، مما يؤدي إلى فقر الدم حيث يصبح نخاع العظم غير قادر على إنتاج خلايا الدم الحمراء. علامات فقر الدم للأطفال الرضع ومضاعفات فقر الدم عند الأطفال حديثي الولادة من الممكن أن يكون الأطفال حديثي الولادة الذين فقدوا فجأة كمية كبيرة من الدم أثناء المخاض أو الولادة في حالة صدمة، ويظهرون شاحبين مع عدم انتظام دقات القلب وانخفاض ضغط الدم، إلى جانب التنفس السريع والسطحي. عندما ينتج فقر الدم نتيجة للانحلال السريع للكريات الحمر، ينجم عنه زيادة في إنتاج البيليروبين، مما يتسبب في ظهور تلون أصفر في جلد الرضيع وعينيه.
قبل الولادة، يُستخدم الفحص السوناري السابق للولادة للتصوير بالأمواج فوق الصوتية. بعد الولادة بالأعراض وتحاليل الدم. قد يلجأ الأطباء قبل ولادة الجنين إلى استخدام تقنية التصوير بتخطيط الصدى السابق للولادة، وغالباً ما يمكن اكتشاف علامات فقر الدم لدى الجنين. بعد الولادة، يتم رصد أعراض فقر الدم لتشخيصه، ويتم تأكيد التشخيص من خلال إجراء الاختبارات على عينة من دم الرضيع. بالإضافة إلى ذلك، يُجرى في بعض الولايات الأمريكية كشف عن بعض أسباب فقر الدم عند الولدان الجدد، مثل نقص إنزيم الجلوكوز-6-فوسفاتديهيدروجيناز.
في حالات فقر الدم الناتجة عن فقدان الدم السريع، يتم إعطاء السوائل الوريدية ويتم نقل الدم. فيما يتعلق بفقر الدم بسبب اضطراب الدم، يختلف العلاج من مريض إلى آخر، وفي بعض الحالات، يتضمن تناول مكملات الحديد. أغلب الأشخاص الأصحاء يعانون من فقر دم خفيف، إلا أنهم لا يحتاجون إلى أي علاج. تتم معالجة الأطفال الرُضَّع الجدد، الذين فقدوا كميات كبيرة من الدم بسرعة، أثناء عملية الولادة عادةً عن طريق مجرى الوريد بإعطائهم السوائل، تليها عملية نقل للدم. في بعض الحالات، يلزم نقل الدم لعلاج فقر الدم الحاد الناتج عن اضطراب في الانحلال الخلوي. عملية علاج فقر الدم غالبًا تتم من خلال تحويل الدم، مما يؤدي إلى تقليل مستويات البيليروبين وزيادة عدد كريات الدم الحمراء في نفس الوقت. بشأن عملية تحويل الدم، يتم سحب كميات صغيرة من دم المولود الجديد تدريجيًا واستبدالها بكميات مماثلة من الدم الطازج المأخوذ من متبرع. بعض الرُّضع يتلقون مكملات الحديد بشكل سائل لتعزيز زيادة تعداد كريات الدَّم الحمراء بشكلٍ أسرع. فيما يتعلق بالأطفال الرُضع الجدد الذين يُعانون من مرض اليرقان، يُمكن تحفيز علاجهم من خلال العلاج بالضوء، مما يساهم في خفض مستويات البيليروبين.