منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
الحدابُ يُشير إلى انحناء غير طبيعي في الهيكل العظمي المكوّن من الفقرات، مما يؤدي إلى تشوه على مستوى الظهر.
غالبًا ما يحدث انحناء طفيف في الجزء العلوي من الظهر ناحية الأمام، الذي يمكن أن يكون أكثر بروزًا لدى بعض الأطفال، مما ينتج عنه انحناء شديد.
فيما يخص الحُداب المرن، يمكن للأطفال تحسين محور العمود الفقري من خلال تشديد العضلات، مما يساعد على إبقاء عظام الظهر (الفقرات) في وضعيتها الطبيعية. السبب وراء هذه الظاهرة غير معروف تمامًا، وإن كان من الممكن أن تكون تمارين تقوية العضلات ذات نفع، لكن لا داعي للجوء إلى أشكال علاجية أخرى.
فيما يتعلق بالحداب الصدري الثابت، فإن الأطفال غير قادرين على تقويم العمود الفقري بسبب كون الفقرات المتعددة في الجزء العلوي من الظهر على شكل وتدية وليست مستطيلة، وعادةً ما تتضمن ثلاث فقرات أو أكثر. في حالات نادرة، يولد الأطفال بحداب ثابت، ولكنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا في وقت لاحق من الحياة، عادةً خلال فترة المراهقة. هناك العديد من الأسباب النادرة، بما في ذلك الكسور والالتهابات والسرطان، ولكن السبب الأكثر شيوعًا هو مرض شيرمان.
عادةً لا يسبب وجود الحداب أية أعراض؛ ومع ذلك، في بعض الأحيان قد يكون هناك آلام خفيفة ومستمرة في الظهر. قد يمر الحداب دون أن يلاحظه أحد حتى يغير مظهر الجسم، مع أكتاف مستديرة وانحناء أكثر وضوحًا في الجزء العلوي من العمود الفقري، أو بروز الحدبة. قد يُظهر بعض الأفراد مظهرًا مشابهًا للأفراد المصابين بمتلازمة مارفان، والتي تتميز بأطراف أطول بكثير مقارنةً بالجذع.
أحيانًا، يتم اكتشاف الانزلاق الغضروفي الخفيف الذي لا يسبب أي أعراض خلال الفحص السريري الروتيني، وقد يؤكد الطبيب تشخيص الانزلاق الغضروفي من خلال إجراء الأشعة السينية للعمود الفقري.
داءُ شويرمان Scheuermann Disease مرض شويرمان هو الشكل الأكثر شيوعًا للحداب الثابت، ويبدأ عادةً خلال فترة المراهقة، ويصيب الأولاد أكثر من البنات إلى حد ما. السبب غير معروف، على الرغم من أن مرض شويرمان يمكن أن يكون وراثيًا في بعض الحالات. يحدث الجنف الحدابي أيضًا عند الأطفال المصابين بالحداب (يشار إليه بالجنف الحدابي). مرض شويرمان هو اضطراب عظمي غضروفي يشمل مجموعة من الاضطرابات في صفيحة النمو العظمي، ينشأ نتيجة النمو السريع للأطفال. الأطباء يجهلون تماما أسباب هذا المرض العظمي الغضروفي، إلا أنه يظهر بشكل متكرر في العائلات. أما داءُ أوزغُود شلاتَر وداء ليغ-كالفه-بيرث وداءُ كولر العظميّ فيُعتبران من الفُصول البارزة لأمراض العظم الغضروفية. غالبًا ما يؤدي إلى ميل للسعال الشديد والتهيج ويمكن أن يؤدي أحيانًا إلى تقييد حركة الصدر، مما يسبب مرضًا رئويًا. يمكن اكتشاف داء شويرمان في إطار الفحوص الروتينية التي تُجرى في المدارس للكشف عن مشاكل العمود الفقري. يتم تأكيد التشخيص من قبل الأطباء عادةً من خلال إجراء صورة أشعة للعمود الفقري وفي بعض الحالات يمكن أن يتم استخدام تقنيات التصوير مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
تقليص الأنشطة التي ترفع الحمل والأوزان. من النادر أن تكون هناك حاجة لسناد أو الجراحة. إن الحداب الخفيف قد يُعالَج بتخفيف الضغط الناتج عن حمل الأوزان وتجنب الأنشطة المرهقة. قد يحدث تحسن طفيف في استقامة العمود الفقري بفعل العلاج، على الرغم من عدم تحسن الأعراض بشكل واضح. ولا يُعرف بوضوح ما إذا كان علاج الحداب الخفيف يمنع تفاقم الإنحناء. في حالة ازدياد الحداب، يكون الإجراء العلاجي الأكثر شيوعا هو ارتداء سناد للعمود الفقري أو النوم على سطح صلب، والذي قد يقلل من الأعراض ويمنع تفاقم الانحناء. ومع ذلك، في بعض الظروف النادرة، قد تتطور حالات الحداب إلى مستوى يتطلب إجراء عملية جراحية لتصحيح تشوهات العمود الفقري رغم المعالجة التي يتم تناولها.