منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
انتقال الإصابة بالمسالك البولية لدى الأطفال
التهابات المسالك البولية، العدوى التي تحدث نتيجة للبكتيريا وتؤثر على الأعضاء التي تشمل المثانة (Cystitis)، الحالات التهاب الحويضة والكلية (Pyelonephritis)، أو كليهما.
غالبًا ما لا يظهر على المواليد الجدد والأطفال الرضع سوى الحمى، بينما يُعاني الأطفال الأكبر من آلام أو حرقة أثناء التبول، وآلام في منطقة المثانة، إضافة إلى الرغبة المكررة في التبول.
يعتمد التشخيص على الفحص السريري وأخذ عينات من البول.
التهاب المسالك البولية يشكل ظاهرة شائعة بين الأطفال، حيث تستند معظم حالات التهاب المسالك البولية على إيصال البكتيريا من خلال فتحة الإحليل (القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم) لتنتقل باتجاه فوقي نحو المثانة وأحياناً نحو الكلى. وفي حالات نادرة وشديدة، قد تنتقل البكتيريا من الكلى إلى مجرى الدك، مسببة عدوى دموية (sepsis) أو عدوى في أعضاء جسم أخرى.
خلال مرحلة الطفولة، يكون الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية. ومع ذلك، في المراحل اللاحقة، تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية. ويعزي هذا التناقض إلى ارتفاع معدل انتشار التهابات المسالك البولية عند الإناث مقارنةً بالذكور، وذلك بسبب قصر طول مجرى البول عند الإناث، مما يسهل على البكتيريا الوصول إلى المسالك البولية العليا. بالإضافة إلى ذلك، يزداد خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية لدى الأطفال الذكور غير المختونين (بسبب تراكم البكتيريا حول القلفة)، والأطفال الذين يعانون من سلس البول، والأطفال الصغار الذين يعانون من الإمساك الشديد (حيث يمكن أن يؤثر الإمساك على التدفق الطبيعي للبول).
وبينما يختلف انتقال العدوى في المجاري البولية بين الأطفال الأكبر سنًا في المدرسة والمراهقين، والبالغين، فإن الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من عدوى في المجاري البولية يمكن أن يكون لديهم شذوذات تشريحية في الجهاز البولي تزيد من خطر الإصابة بهذه العدوى. تتضمن هذه الشذوذات تشريحية الجزر المثاني الحالبي، والتي تسهل تدفق البول من المثانة باتجاه الكلى بدلًا من العكس، بالإضافة إلى حالات أخرى تعيق تدفق البول. يظهر الشذوذ التشريحية عند نحو 50% من الأطفال الرضع المصابين بعدوى في المجاري البولية، ونحو 20-30% من أطفال المدرسة الذين يعانون من هذه العدوى.
وفقاً للبيانات الإحصائية، يظهر أن نحو 50% من الأطفال الرضّع والأطفال دون سن المدرسة المصابين بعدوى في الجهاز البولي (وتحديدًا الذين يعانون من الحمى أيضًا) يصابون بعدوى في المثانة والكلية في وقت واحد. في حال تكرار الإصابة بالعدوى في الكلية، وانعدام العلاج الفعال، فستبلغ نسبة من الأطفال بمعاناة من تندب الكلى والتي تقدر حوالي 5-20%. أما إن كانت الإصابة بسيطة أو غير موجودة، فإن النسبة الصغيرة من الأطفال المعرضين للإصابة بتندب الكلى تكون قليلة. يُعتبر تشمع الكلى ظاهرة مقلقة بسبب ما قد ينجم عنها من ارتفاع ضغط الدم وتضخم الكلى خلال فترة النمو والتطور.
تحميل المقالة