منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
الحساسية الدائمة
يمكن أن تحدث الحساسية (الدائمة )على مدار العام نتيجة التعرض المستمر للعوامل الداخلية المحمولة عبر الهواء، مثل الغبار المنزلي، على مدار السنة.
تتظاهر الحالة باحتقان الأنف والحكة وسيلان الأنف وحكة في الفم والحلق.
عادةً ما تشير الأَعرَاض والمُهيجات المُرتبطة بالحساسية الى التشخيص.
يعتبر تجنب مسببات الحساسية هو الخيار الأمثل، إلا أن الأدوية قد توفر الراحة في تخفيف الأعراض، مثل مضادات الهيستامين.
الحساسية الحولية قد تطرأ في أي زمان من السنة دون تقييد بالمواسم، أو قد تظل مستمرة على مدار العام. وعادةً ما تكون هذه الحساسية ردة فعل نحو غبار البيت، الذي يحتوي على الفطريات، والعفن، وألياف النسيج، وشعر الحيوانات، وبقايا العث، واشلاء الحشرات. غالباً ما تسبب المواد الموجودة في الصراصير أعراض الحساسية. تتواجد هذه المواد في المساكن طوال العام، إلا أن الأعراض قد تكون أكثر حدة خلال الأشهر الباردة حينما يمضي الناس مزيدًا من الوقت في الداخل. ويُطلق على تلك المواد التي تثير الحساسية اسم “المُحسِّسات” أو “المواد المُثيرة للحساسية” (allergens).
غالباً ما الحَساسِيَّة الحولية أَعراض التِهاب الأنف التحَسُّسي بلا أَي اعراض عينية (أي انها لا تترافق بالتهاب الملتحمة التحَسُّسي). ولكن ، قَد يحدث التهاب الملتحمة التَحَسُّسِي عندما تمس مواد مثيرة للحساسية بالعين عن غير قصد ، كما يمكن أيضاً للمواد المُستخدمة لتنِظيف العَدَسات أن تُثير ردَّ فعل تحَسُّسي أحياناً.
غالبا أن ما يكون التهاب الأنف الحولي ناتجًا عن عوامل اخرى غير الحساسية، مثل تناول الأسبرين أو أدوية مضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أو أشكال أخرى من التهاب الأنف.
العلاج المناعي بالمستارجات في بعض الأحيان.
التداخل الجراحي قد يكون ضروري أحيانًا لعلاج السلائل الأنفية (البوليبات).
تجنب التعرض للمسببات المحتملة للحساسية يُعَد النهج الفعّال للعلاج ووقاية من الحساسية.
يشابه العلاج الدوائي للحساسية الحولية إلى حد كبير العلاج الدوائي للحساسية الموسمية، حيث يشتمل على استخدام بخاخات الأنف المحتوية على الستيرويدات القشرية، ومضادات الهيستامين، ومزيلات الاحتقان.
بشكل عام ، تظهر فاعلية كبيرة لبخاخات الأنف التي تحتوي على الستيرويدات القشرية ، ويجب أن تكون الخيار الأول للعلاج. على الرغم من أن معظم التأثيرات الجانبية لهذه البخاخات تكون محدودة ، فإنها قد تتسبب في النزف والألم في الأنف.
يمكن استخدام مضادات الهيستامين التي تُعطى عن طريق الفم أو في شكل بخاخات الأنف، و ذلك بدلا من بخاخات الأنف التي تحتوي على الستيرويدات القشرية أو تُستخدم بالاضافة اليها. غالبًا ما تُستعمل مضادات الهيستامين بالاشتراك مع مزيلات الاحتقان مثل السودوإيفيدرين pseudoephedrine، وتُعطى عن طريق الفم.
وجود عدد كبير من العقاقير الدوائية المتاحة تحتوي على مضادات الهيستامين بالإضافة إلى مزيلات الاحتقان بصورة أقراص يمكن إتباعه دون الحاجة لوصفة طبية. ومع ذلك، يجب على الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الامتناع عن استخدام مزيلات الاحتقان إلا في حالة توجيه من الطبيب وتحت إشرافه. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تجنب الجمع بين مثبطات احادية الأمين أكسيداز (مضادات اكتئاب) والعقاقير التي تحتوي على مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان. وينبغي تجنب إعطاء هذه العقاقير للأطفال الصغار.
من الممكن أن ينجم عن استخدام مضادات الهيستامين آثار جانبية، بما في ذلك التأثيرات المضادة للفعل الكوليني، والتي قد تشمل ظهور النعاس، جفاف الفم، عدم وضوح الرؤية، الإمساك، صعوبة في التبول، التّخليط الذهنِي، وحدوث خفة في الرأس.
مزيلات الاحتقان، سواء كانت بشكل قطرات أنفية أو بخاخات، يمكن الحصول عليها دون حاجة لوصفة طبية. ومن الضروري عدم استخدام هذه المزيلات لفترات طويلة تتجاوز بضعة أيام، وذلك لأن استخدامها بشكل مستمر لمدة أسبوع أو أكثر قد يؤدي إلى تفاقم أو إطالة أمد احتقان الأنف (تأثير ارتدادي) وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى الاحتقان المزمن.
تميل الآثار الجانبية الى ان تكون اقل عددا و شدة عند استخدام البخاخات الأنفية بالمقارنة مع الأدوية التي تُعطى عن طريق الفم.
بعض الأدوية الأخرى قد تكون فعالة في بعض الحالات. الكرومولين (المعروف أيضًا باسم مثبت الخلايا البدينة) متوفر كرذاذ أنفي وقد يكون مفيدًا في الحد من إفرازات الأنف، ومع ذلك، يتطلب استخدامه وفق وصفة طبية لضمان فعاليته. لتحقيق النتائج الإيجابية، يجب استخدام الكرومولين بانتظام.
يمكن أن يكون من المفيد استخدام أزيلستين (مضادات الهيستامين ومثبط للخلايا البدينة) وإبراتروبيوم (دواء يثبط الأستيل كولين)، وفي كلتا الحالتين يتم صرفهما كبخاخات أنفية بوصفة طبية. ولكن قد تتسبب هذه الأدوية في آثار مضادة للفعل الكوليني المشابهة لتلك المحدثة بواسطة مضادات الهيستامين عن طريق الفم، ولا سيما فيما يخص النعاس.
يساعد دواء مونتيلوكاست، وهو مثبط ليكوترين المتاح فقط بوصفة طبية، في تخفيف الالتهاب واحتقان الأنف. يوصى باستخدامه فقط عندما تثبت العلاجات الأخرى عدم فعاليتها. تشمل الآثار الجانبية المحتملة الارتباك المعرفي والقلق والاكتئاب وحركات العضلات غير الطبيعية.
غسل الجيوب الأنفية بانتظام باستخدام الماء الدافئ والملح (محلول ملحي) يعزز عملية تخلّص الجيوب الانفية من المخاط ويعمل على ترطيب بطانة الأنف. يُعرف هذا الإجراء باسم غسل الجيوب الأنفية (sinus irrigation).
في حال عدم فائدة هذه العلاجات المذكورة، يمكن النظر في تناول الستيرويدات القشرية عن طريق الفم أو بواسطة الحقن لمدة محدودة (غالبًا ما تكون أقل من 10 أيام). ومن الجدير بالذكر أن تناول الستيرويدات القشرية بشكل مطول عن طريق الفم أو الحقن قد يسفر عن تأثيرات جانبية خطيرة.