منصة طبية عربية مهتمة بتقديم المحتوي الطبي الموثوق...
نقص هرمون النمو لدى الأطفال
ناتج عن إنتاج غير كافٍ من قبل الغدة النخامية، يظهر نقص هرمون النمو.
يُعد نقص هرمون النمو أحد أكثر حالات نقص هرمون الغدة الصماء انتشارًا، ويظهر عادةً في فشل النمو العام وقصر القامة.
قد تختلف أعراض نقص هرمون النمو اعتمادًا على عمر الطفل والسبب الأساسي للنقص.
غالبًا ما يكون الأطباء غير قادرين على تحديد سبب واضح لنقص هرمون النمو، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون ناجمًا عن اضطراب خلقي أو ورم في الدماغ.
تعتمد العلاجات عادةً على إدخال هرمونات تنظيم العقم.
الهرمونات تمثل مواد كيميائية تقوم بالتأثير على وظائف مختلفة في الجسم، ويعتبر هرمون النمو مسؤولاً عن تنظيم النمو والتطور الجسدي، ويتم إفرازه من قبل الغدة النخامية التي توجد في منطقة قاعدة الدماغ.
إذا لم يتم إفراز كميات كافية من هرمون النمو من قبل الغدة النخامية، يمكن أن ينجم عن ذلك تأخر في النمو وقصر قامة الفرد. يحتمل أن يكون المصابون بعوز هرمون النمو معرضين أيضًا لنقص هرمونات أخرى من الغدة النخامية، مثل هرمون المنبه للدرق، وهرمون تحفيز قشرة الكظر، وهرمون تحفيز الجريب، والميلاتونين.
قصر القامة يمكن تعريفه على أنه الارتفاع الذي يقل عن الطول المحدد في النسبة المئوية الموجودة في الشريحة المئوية الثالثة المقابلة لعمر الطفل وفقاً للتوزيع الطبيعي للنمو والطول. إلى جانب قصور هرمون النمو، يمكن أن يحدث القصر في الطول من أسباب متعددة. ومن الأمثلة على ذلك، بعض الأطفال يمكن أن يكونوا قصار القامة نتيجة لانتقال السمات الوراثية المتعلقة بالقصر من أفراد الأسرة، أو نتيجة التأخر في المراحل الحرجة لنمو الطول. يمكن أن تكون حالات القزامة في الأطفال بسبب قلة الوزن والتغذية السيئة، أو بناءً على أمراض مزمنة تؤثر في الغدة الدرقية، القلب، الرئتين، الكليتين، أو الأمعاء. بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات جينية تؤثر في نمو العظام، مثل متلازمة تيرنر واضطرابات التنسج الهيكلي.
غالباً ما يكون نقص هرمون النمو ناتجًا عن أسباب غير معروفة، في حين يكون السبب معروفاً في نحو 25% من الحالات، ويتضمن ذلك:
تعتمد مظاهر نقص هرمون النمو على عوامل مختلفة، مثل عمر الطفل والعامل المسبب. عادةً ما يكون لدى الأطفال معدلات نمو عامة منخفضة، وعادةً ما تكون أقل من 5 سنتيمترات في السنة، ويعاني معظمهم من توقف النمو. ومع ذلك، عادةً ما تكون هناك نسبة طبيعية بين الأجزاء العلوية والسفلية من الجسم. قد يعاني بعض الأطفال من تأخر نمو الأسنان أو تأخر بداية البلوغ. يمكن أن تحدث تشوهات أخرى ناتجة عن نقص هرمون النمو، حيث قد يعاني المواليد الجدد الذين يعانون من هذا النقص من انخفاض مستويات السكر في الدم أو التهاب الكبد أو فرط بيليروبين الدم أو تشوهات خلقية مثل تصغير حجم العضو الذكري أو تشوهات في الوجه (مثل انشقاق الحنك). وقد يظهر لدى الأطفال أعراض نقص هرمونات أخرى، مثل اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية المركزية.
تقييم الطبيب للنمو بناءً على معايير محددة، إلى جانب مراجعة شاملة للتاريخ الطبي للحالات المرتبطة بتأخر النمو. التصوير بالأشعة السينية الاختبارات الدموية والمخبرية الأخرى أحيانًا يتم إجراء الاختبارات الجينية. التصوير بالرنين المغناطيسي اختبارات التنبّه stimulation tests تتفاوت مستويات هرمون النمو في الدم بشكل كبير، ويعتبر قياسها غير فعال مقارنةً بقياس هرمونات أخرى لتحديد سبب تباطؤ معدل نمو الطفل. ونتيجة لذلك، يعتمد تشخيص الطبيب على مجموعة من المؤشرات السريرية. في البداية، يقوم الطبيب بتقييم طول الطفل ووزنه، ويقيم هذه القياسات مقابل مخطط النمو الخاص بعمر الطفل لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من بطء النمو بشكل غير عادي. بعد ذلك، يقوم الطبيب بإجراء أشعة سينية لعظام اليد. يمكن لهذه الأشعة السينية أن تكشف ما إذا كانت العظام تتطور بشكل طبيعي بالنسبة لعمر الطفل. تتم مقارنة نمو العظام مع المعايير العمرية للأطفال الذين يعانون من قصر القامة بشكل طبيعي. الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو يظهرون تأخيرات في نمو الهيكل العظمي. قد يحدث تأخر نمو الهيكل العظمي أيضًا في حالات أخرى مثل قصور الغدة النخامية وتأخر البلوغ. كان من الصعب على الأطباء تقييم إنتاج هرمون النمو بسبب التقلبات اليومية في الإنتاج. ونتيجة لذلك، فإن القياس العشوائي لمستوى هرمون النمو في الدم يظل غير فعالًا في كثير من الأحيان. بدلاً من ذلك، يُنفذ الأطباء اختبارات لقياس مستويات المواد الحافزة لهرمون النمو في الدم، مثل عامل النمو شبيه الأنسولين 1 وبروتين الربط بعامل النمو شبيه الأنسولين 3. ومع ذلك، قد تتأثر مستويات هذه المواد في حالات أخرى، مثل قصور الغدة الدرقية والداء البطني وسوء التغذية. لذا، يُمكن للطبيب إجراء اختبارات لاستبعاد تلك الحالات. تُنفَّذ الفحوصات المخبرية الإضافية لاستكشاف الأسباب الأخرى المحتملة لتأخر النمو (مثل التشوهات الغدية، أو الدموية، أو الكلوية، أو الالتهابية، أو المناعية). يَمكن إجراء الاختبارات الجينية إذا شك الطبيب بأن الطفل يعاني من متلازمة مُعينة (مثل متلازمة تورنر). إذا كانت نتائج الفحوصات تشير إلى وجود اضطراب في الغدة النخامية لدى الطفل، قد يتم إجراء فحوصات تصويرية باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد أي تشوهات هيكلية في الغدة النخامية أو وجود أورام. في حال عدم ظهور أسباب أخرى لتأخّر نمو الطفل، وانخفاض مستويات هرمون النمو لديه، تكون الخطوة التالية للأطباء إجراء اختبار التنبه الهُرْمُوني. ويشمل هذا الاختبار إعطاء الأدوية التي تحفز إنتاج هرمون النمو، تلاها قياس مستوى الهرمون على مدى عدة ساعات.
التعويض عن هرمون النمو أحيانًا يُمكن تعويض هرمونات أخرى. تُقدَّم للأطفال حُقنًا من هرمون النمو الاصطناعي. تُعطى هذه الحقن عادةً مرة يوميًّا، ولكن يتوفر الآن شكل أحدث من هرمون النمو يُحقن مرة واحدة أسبوعيًا. تُعطى الهرمونات حتى يصل الطفل إلى طول مناسب، أو حتى لا يتجاوز معدل الزيادة السنوي في الطول 2.5 سم. قد يكون معدل الزيادة السنوي في الطول خلال العام الأول من العلاج حوالي 10-12 سم، ولكن هذا يختلف من طفل إلى طفل. الأطفال عادةً ما لا يعانون من آثار جانبية جسيمة بسبب علاج هرمون النمو، ومع ذلك، قد يُلاحظ بعضهم تورمًا طفيفًا في الأطراف الذي يختفي سريعاً، أو في حالات نادرة قد تظهر آثار جانبية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم في الدماغ. قد يتم استخدام هرمون النمو لزيادة الطول في الأطفال الذين يعانون من قصر القامة وليس لديهم أي اضطراب في وظيفة الغدة النخامية. ومع ذلك، تظل هذه الإستراتيجية محل جدل بين الأطباء. وبينما يرى بعض الأهالي أن قصر القامة يُعد مرضًا، يختلف العديد من الأطباء حول جدوى استخدام هرمون النمو في تلك الحالات. وبغض النظر عن سبب قصر القامة، يُشار إلى أن فعالية هرمون النمو تتوقف على إعطائه قبل توقف نمو العظام. قد يتم استئصال بعض الأورام الدماغية عند الكشف عليها، ومع ذلك قد يتعرض الطفل لخطر كبير للإصابة بقصور الغدة النخامية، نظرًا لإمكان حدوث أضرار على هذه الغدة جراء الجراحة. وسيتلقى الأطفال الذين يعانون من قصور الغدة النخامية علاجات هرمونية لتعويض الهرمونات المفقودة.